“الحسين العراقي” لدى معظم الأمم العريقة تراثها الوطني البطولي، الذي يطبع ملامح

[ad_1]

“الحسين العراقي”
لدى معظم الأمم العريقة تراثها الوطني البطولي، الذي يطبع ملامح شخصيتها بدرجة يصعب معها التفريق بين قصة الأمة وقصة أبطالها.
والحسين بن علي (ع) سبط النبي المصطفى “صلى الله عليه وسلم”، هو قصة العراق المتجددة التي تنتقل عبر الأجيال، وتطبع تلك الملامح الحزينة والعنيدة في الشخصية العراقية. فنحن نولد ما بين النهرين على هدهدة أصوات أمهاتنا الغارقة في الحزن النبيل. ونمضي في الحياة لنفسر الأحداث على ضوء تلك الواقعة المأساوية التي اختارت لها السماء أرض بلادنا.
وإذا كان الحسين (ع) يخص عواطف المسلمين كلهم ويحتل مكانته العظيمة في قلوبهم، ففي العراق هو الذي يشكل هذه العواطف بطريقة لا تعرف النهايات.
فنحن، وعلى الدوام، نعيد تكرار التراجيديا الحسينية في وجداننا، ولا نشعر بهويتنا الوطنية دون أن ترتبط أعماقنا بشكل لاشعوري باسم الحسين.
وعندما أقول الحسين العراقي، فإنني لا أرغب في فصله عن التاريخ العام للمسلمين، ولكن التاريخ العاطفي لقصتنا نحن يختلف جذريا عن غيره. فالمشاعر لها تاريخها الخاص الذي لا يتوقف عند الأحداث كما هي، وإنما يسيل منها على هيئة تدفقات متتالية من الألم الإنساني والحزن المقدس الذي يتحول الى هوية.
في كل سنة لدينا شهر محرم الخاص بنا، لدينا شهرنا الذي تتركز فيه أحزاننا وتنبثق دموعنا نقية نحو السماء ويتصاعد نشيجنا المر كأننا شهدنا الحدث وعشناه بعمقه الشعوري الأول. كأننا نحن الذين نشبه قصتنا. كأننا نحن الحسين، فهو نشيدنا الروحي وثورتنا التي لا تموت.
العراق والحسين علاقة لا يمكن فهمها وتأويلها وتفسيرها، يمكننا فقط سلوكها كحياة متواصلة من الإلهام والمضي بالتعبير عنها وعيشها يوما بيوم.
هي ذلك الشاب الذي حمل الراية الجريحة في تشرين الماضي وقال وسط أزيز الرصاص: لا أريد الحياة من غير كرامة.
هي تلك المسعفة التي تسيل دموعها في ذكرى المصيبة مرة، ومرة من دخان المسيل.
هي عشقنا لهذه الأرض التي تقدست بالجسد العظيم. هي الملائكة تهبط للبكاء على الشهداء. هي الشمس بآخر وهجها الدامي على كربلاء .

الحسين هو الكوكب المضيء الذي تحتضن رفاته أرض العراق، ليشع نوره في الأرجاء البعيدة حيث آخر موضع ألم.

الحسين هو مدرستنا الروحية الفريدة التي كتب على بابها: كونوا أحراراً في دنياكم.
#شهد_الراوي @shahadrawi

[ad_2]