فرفش كده | خناقة طرابيش

فى الخناقة الأخيرة التى وقعت فى المكان اياه التابع للشركة غير المذكورة، صاحبة اللون الشفتشى، وبتاريخ ساعتها ووقتها، كان تحديا عظيما لنفسى أن أصمت، فلا أضغط شير للـ«عاركة» التى دارت، ولا لآراء العملاء التى توالت فى ألاف الكوميكسات، ذلك بعد أن أصابنى بعضها فعلا بحالات ذهول ممتدة، فبعض من مشاهد هذه المعركة تم تركيبها على أغنية عمرو دياب لأحد اعلانات الشركة نفسها، وبعضهم كتب اللى ماربهوش أهله..

تربيه خدمة العملاء، وآخرون كتبوا للعميل المتضرر اسقاطا على الخناقة «تستاهل عشان كنت عايز تحول خطك لشبكة تانية»، وواحد كتب: عشان تبقى تصدق لما يقولولك «القوة بين ايديك».

المهم اننى امام ذلك كله كنت حريصا جدا الا اشارك من قريب او بعيد فأنا لا اعرف الحقيقة الكاملة، ولا اود ان اكون شريكا فى قطع عيش أحد الموظفين وهى كده كده مش ناقصة، وهذه الخناقة أقل ماتوصف به فى الكتب والمراجع أنها «كارثة»، تسحب من رصيد العلامة التجارية ورصيد أصحابها وتنتقص من ولاءات عملائها الذين كانوا فخورين بانتمائهم لها لسنوات طوال، وكنت واحدا منهم.

كل ذلك الحمد لله تمت مواجهته بنجاح، لكن العلقة كانت أسخن من هذه القوة التى بين يدى على مقاومتها، فلما نصبت القعدة بين مجموعة من الصحفيين أصغرهم يعمل صحفيا منذ ١٠ سنوات على الأقل، ثم بدأ التراشق، فتساءل أحدهم بينما كان ينظر إلى عضلاته السُفيفة: يعنى أنا عشان أروح أعمل خدمة فى تليفونى أعمل ايه!، فرد صوت ساخر: اعمل فورمة الساحل احتياطى.

فجاء صوت من بعيد: مايمكن يكون العميل نفسه هو اللى غلط مثلا، ويحدث أحيانا أننا نفقد صوابنا على أتفه الأشياء، فرد عابر: هو انتوا اللى يغلط عندكم تعدموه العافية كده يا راجل ده لو مبلبع شريط قطر مش هايعمل كده.

وفى سياق لم يعرض أحد عن المشاركة فيه سمعت قهقهات متتالية بينما كان صاحبها يقول: هاروح بكرة الفرع هاموت وأعرف رصيدى بيروح فين، بس والله ماهروح لوحدى أنا كلمت أهلى فى الصعيد ومن النجمة على هناك أنا يا باشا قوتى فى عيلتى.

فصرخ أحدهم الى جوارى لا مش ممكن دى «كامبين» موجهة من شركة منافسة عشان يسرسبوا العملاء شغل ماركتينج ثم هز رأسه وقال: أصلها باينة يعنى مش محتاجة تفسير، فرد الأول ياسيدى أنا موافقك انها حملة موجهة لكن اذا كانت كذلك فهل مولت الشركة المنافسة الموظفين العاملين بالفرع صاحب الحادثة المذكورة والله اذا كان كده يبقى المشكلة فى ولاء الموظفين ودى تبقى مصيبة وقول على الدنيا السلام.

فقال عابر: أيوااا الله ينور عليك هنا مربط الفرس، يبقى ولاء الموظفين، أصل الموظف اللى مش متدرب هايقابل الزبون ازاى، اذا كان محدش قال له يتعامل ازاى ويحل ازاى هو يعنى العميل عايز ايه..

عايز حقه وشكرا.

كل ذلك تواتر لما سخنت القعدة وعلا صوت المشاركين وتوالت المشاريب، فتطوع أحدنا وسأل الزميل ياسر عامل البوفيه الذى كان يلمع أكر أثناء.

حوارنا: وانت ايه رأيك يا ياسر، فقال والله يا بهوات أنا رأيى ان كلنا شوية طرابيش، يعنى لا حد عارف حاجة ولا فاهم حسابه لكن أهو تقول ايه.. أرزاق.

وبينما فرغ الزميل ياسر من وضع كوبه الأخير ووقف ينتظر: الحساب يا بهوات. فقال الجميع فى نفس واحد كأنه اتفاق مسبق: ادفع لى شكرا.