[ad_1]
فعلى رأس الغيط دق مغاورى طلبمة المياه، أو سبيل الخير كما أطلق عليها أهل القرية، حيث تشارك جميع الفلاحين فى شرائها، وجعلوها صدقة ينتفع منها الفلاحون الذين يعبرون بحميرهم وبهائمهم من تلك المنطقة التى لا يوجد بها قطرة مياه صافية إلا الطلمبة، فسابقًا لم يكن أمام الأهالى للشرب أو إسقاء حيواناتهم إلا الترعة الصغيرة.
تلك الطلمبة التى تم دقها فى المكان طبقًا لتوجيهات المهندس مصطفى الذى حدد لهم المكان والعمق الذى يجب عليهم حفره، وبدأت الآلات والفؤوس فى الحفر منذ أذان الفجر حتى مغرب الشمس، وعندما طلت عليهم المياه البيضاء النظيفة من جوف الأرض، هللوا فرحين بذلك الخير الذى فاض عليهم.
والغريب فى أمر «الطرومبة» أنها غيرت موازين الطبيعة، ففى ليالى الصيف الحارة، تخرج مياه مثلجة وباردة، أما فى الشتاء فتجود بمياه دافئة، الأمر الذى تعجب له جميع الفلاحين، إلا أنهم علموا أن ذلك نتاج العناية الإلهية التى تعلم جيدًا أن هذه المنفعة لوجه الله.
مع مرور الأيام تحول مكان «الطرومبة» إلى ملتقى كبير يجتمع عنده جميع المارة بمواشيهم وحيواناتهم حتى تشرب من مياه صافية بدلا من مياه الترعة.
[ad_2]
